أكّد وزير الصحة العامة ركان ناصر الدين، أنّ "وزارة الصحة اتخذت خطوات ثابتة لتأكيد وتفعيل التزامها بصحة الأمهات وحديثي الولادة"، مضيفًا أن "لبنان من بين الدول التي اعتمدت رسميًا المبادرة العالمية لصحة الأمهات وحديثي الولادة، والتي تقودها منظمة الصحة العالمية، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات سريعة تقودها الدول للحد من الوفيات التي يمكن تفاديها بين الأمهات وحديثي الولادة".

جاء ذلك خلال رعايته الاحتفال بيوم الصحة العالمي 2025 الذي نظمه مكتب منظمة الصحة العالمية في لبنان تحت شعار "بدايات صحية، مستقبل واعد" تأكيدًا على أن بناء مجتمع يتمتع بصحة جيدة وسليمة يبدأ بحماية الأمهات والأطفال وأن ضمان الحصول على جيل سليم يعتمد على قوة الأنظمة الصحية.

وأقيم الاحتفال في فندق موفنبيك بحضور ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان عبد الناصر أبو بكر، ومسؤولة التعاون في بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان أليساندرا فيزر وممثل منظمة اليونيسف في لبنان أكيل أيار.

وفي كلمته، أكد الوزير ناصر الدين أن "صحة الأمهات وحديثي الولادة ليست فقط حجر الأساس لرفاهية الأفراد والعائلات، بل تُعَدُّ أيضًا عاملاً حاسمًا في التنمية الوطنية وتحقيق الصمود كما تشكل انعكاسًا لفعالية النظام الصحي".

وأضاف أنه "رغم التقدم الذي يشهده العالم، فإن بلدانًا كثيرة ومن بينها لبنان لا تزال تواجه تحديات في ضمان رعاية صحية عادلة للأمهات وحديثي الولادة".

ولفت وزير الصحة العامة إلى" الأزمات المتتالية التي عانى منها لبنان في السنوات الأخيرة ولا سيما العدوان الإسرائيلي مضيفا أن كل هذه التحديات فرضت ضغطًا غير مسبوق على نظامنا الصحي، مما جعل من الصعوبة بمكان الوصول إلى الخدمات الأساسية في مجالات الصحة الإنجابية، وصحة الأمهات، وحديثي الولادة، لا سيّما بالنسبة للفئات الأكثر ضعفًا".

وأوضح وزير الصحة العامة أن" الجهود المبذولة في هذا المجال تهدف إلى إعطاء الأولوية لصحة ورفاه النساء والأطفال والعائلات، شاكرًا لمنظمة الصحة العالمية وسائر وكالات الأمم المتحدة والمانحين والجمعيات الأهلية المتخصصة كل ما تقدمه لوزارة الصحة العامة من دعم وشراكة".

من جهته، أكد عبد الناصر أبو بكر "التزام منظمة الصحة العالمية الراسخ تجاه لبنان". وشدد على" ضرورة رفع مستوى الوعي لدى النساء الحوامل وأسرهن، وتوسيع نطاق تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية، ومواصلة تعزيز النظام الصحي الوطني لخفض معدلات وفيات الأمهات والمواليد الجدد".

و في مداخلتها اكدت فيزر "بأن لطالما كان الاتحاد الأوروبي شريكًا ثابتًا للبنان، لا سيما في الأوقات الصعبة ولحظات التغيير. ويمثل احتفال اليوم أيضًا فرصةً لإظهار دعمنا لرؤية لبنان المتمثلة في توفير الرعاية الصحية للجميع. ونظل ملتزمين بالوقوف إلى جانب لبنان وشعبه، لا سيما في ضمان استمرارية الخدمات الأساسية كالرعاية الصحية الأولية، وصحة الأم والطفل. إن تعزيز نظام الصحة العامة هو مفتاح تحسين الصحة لجميع سكان لبنان. ويجب أن يكون هذا النظام موثوقًا وشفافًا، ومركّزًا على احتياجات الناس".

وفي بيان صادر عن منظمة الصحة العالمية تم التذكير بأنه على الصعيد العالمي، لا تزال أرقام وفيات الأمهات والمواليد الجدد مثيرة للقلق، حيث يُسجل ما يقرب من 400,000 حالة ولادة جنين ميت و500,000 حالة وفاة بين المواليد الجدد سنويًا. في منطقة شرق المتوسط، تُمثل وفيات المواليد الجدد ما يقرب من 60% من وفيات الأطفال دون سن الخامسة، بينما لا تزال بعض البلدان تُبلغ عن معدلات وفيات أمهات تصل إلى 600 حالة وفاة لكل 100,000 ولادة حية - وهو ما يتناقض مع الهدف العالمي المتمثل في 70 حالة وفاة لكل 100,000 ولادة حية بحلول عام 2030.

وأضافت المنظمة "حقق لبنان تقدمًا ملحوظًا، محققًا انخفاضًا بنسبة 38% في وفيات الأمهات بين عامي 2000 و2017. ومع ذلك، تشير البيانات الحديثة إلى أن التقدم بطيء. في عام 2023، سجّلت البلاد 24 حالة وفاة بين الأمهات من أصل 93,697 ولادة، وهو رقمٌ يعكس تباطئ مُقلق. بالإضافة الى أن معدلات وفيات حديثي الولادة والرضع والأطفال دون سن الخامسة في لبنان قد ارتفعت بشكل ملحوظ بين عامي 2018 و2023. فقد ارتفعت وفيات حديثي الولادة من 5.3 إلى 11.22 لكل 1000 ولادة حية، وارتفعت وفيات الرضع من 7.4 إلى 15.59، وارتفعت وفيات الأطفال دون سن الخامسة من 9.6 إلى 18.16".